الحلقة (39)

قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (24)

دعاء إبراهيم عليه السلام لأهل مكة

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لأَهْلِهَا وَإِنِّى حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ وَإِنِّى دَعَوْتُ فِى صَاعِهَا وَمُدِّهَا بِمِثْلَىْ مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ لأَهْلِ مَكَّةَ»[1]

وعنأبي هريرةأنه قالكان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال«اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتناوبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا اللهم إنإبراهيمعبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكةوإني أدعوكللمدينةبمثل ما دعاكلمكةومثله معه قال ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر»[2]

يستفاد مما سبق

عندما أراد خليل الله إبراهيم -عليه السلام- أن يُسكن أهله بمكة- حرسها الله- سأل ربه الأمن لها ولأهلها، قبل سؤاله وفرة الطعام فيها، قال الله –سبحانه- حاكيًا تلك الدعوات المباركات {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ* رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:35-37].

وقد استجاب الله الجواد الكريم لدعاء خليله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، فغدت مكة –حرسها الله- آمنة مطمئنة بإذن ربها يأمن كل من فيها من إنسان وطيرٍ ونبات.

إن مقصود الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام- من دعائه لمكة أن تكون آهلة بالمؤمنين الموحدين، ولما كان ذلك لا يتحقق إلاّ بوجود الأمن ورغد العيش؛ دعا بذلك كله وطلبه من ربه الكريم لمكة



[1]صحيح مسلم رقم3379 (ج 4 / ص 112) باب فَضْلِ الْمَدِينَةِ

[2]كتاب الحج / 85 - باب فضل المدينة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة، وبيان تحريمها، وتحريم صيدها وشجرها، وبيان حدود حرمها / حديث رقم 1373



بحث عن بحث