الخوف السلبي

وهو الخوف الذي يمنع الإنسان من فعل الطاعات وعمل الخير والإحسان وغيره، أو الخوف الذي يدفع الإنسان لاقتراف المعاصي واستحقاق سخط الله تعالى وغضبه، مثل الخوف من الأصنام أو من السحرة أو من الدجالين الذين يتعاملون مع الشياطين، فيأمرون الناس بالمعاصي والكبائر كالكفر بالله أو رمي المصحف في أماكن قذرة أو غيرها من أعمالهم الكفرية.

ويعدّ هذا النوع من الخوف شركًا بالله تعالى، لأن الإنسان يعتقد من خلاله أن النفع والضر بيد هؤلاء السحرة والدجالين، فيستسلم لأفعالهم وأوامرهم، والله تعالى يقول: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}(1).

*     *     *

ويدخل في الخوف السلبي المجاملات المقيتة في الأمور الشرعية، كأن لم يصلِّ خوفًا من مسؤوله أو مجاملة لصديقه أن يقول عنه ملتزم أو غير متحضر، أو متشدد، وهو أمر في بالغ الخطورة حيث يقول عليه الصلاة والسلام: «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكَّله الله إلى الناس«(2).

ويرجع سبب هذا الخوف إلى ضعف الإيمان عند صاحبه وقلة العبادة والذكر لديه، وكذلك الجهل بأمور الدين وأحكامه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [المائدة: 4]

(2) أخرجه الترمذي (ص550، 2414) كتاب صفة القيامة، باب عافية من التمس رضا الناس بسخط الله. وابن حبان في صحيحه (1/511، رقم 277). وهو حديث صحيح



بحث عن بحث