2- وفي الدراسة التي قام بها الأستاذ عبدالرحمن نحلاوي في: (أسس التربية الإسلامية وطرق تدريسها)، توصل المؤلف إلى استخلاص أربعة أهداف أو أغراض عامة أساسية للتربية الإسلامية، هي كما يلي:

أ) التثقيف العقلي والإعداد الفكري: (فالإسلام ينظر إلى الكون نظرة تعقل وتدبر وتأمل، ويأمرنا الله تعالى أن نتفكر في خلق السموات والأرض، وأن نعتمد على عقلنا للوصول إلى الإيمان بالله تعالى. وبهذا كان الإعداد الفكري والاستزادة من المعلومات من أهم ما حض عليه الإسلام).

ب) تنمية القوى والاستعدادات الطبيعية في الطفل: فالإسلام دين الفطرة،لأن تعاليمه ليست غريبة عن الطبيعة الإنسانية، بل هي (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)، لا تعقيد فيها ولا خرافة، كل شيء فيها منطقي موافق لحاجة البشر محقق لمصالحهم.

  وقد اعتبر الإسلام أن مهمة المربي تقوية فطرة المولود (أي استعداداته الطبيعية)، وتجنيبها الزلل، وعدم الانحراف عن براءتها واستقامتها. فقال صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء(أي كاملة)، هل تحسون فيها من جدعاء(1) (أي مقصوص بعض أعضائها).

ج )الاهتمام بقوة النشء وحسن تربيته، أيا كان جنسه ذكراً أم أنثى.

د) العمل على توازن جميع القوى والاستعدادات الإنسانية، وهذا الهدف أو المبدأ الهام الذي تقوم عليه التربية الإسلامية (يعطينا في مجال التربية نتيجة هامة، هي عدم الاقتصار في عمل المربي على التثقيف الفكري،بل ضرورة الاهتمام بكل نواحي الطفل النفسية واستعداداته عند ظهورها)(2).

3- وفي الدراسة التي قام بها الدكتور محمد فاضل الجمالي للتعرف على معالم: (الفلسفة التربوية في القرآن الكريم) حاول المؤلف أن يلخص الأهداف التربوية التي اتجه إليها القرآن الكريم في الأهداف الأربعة الرئيسية الآتية:

أ ) تعريف الإنسان بمكانته بين الخليقة وبمسئولياته الفردية في هذه الحياة.

ب) تعريف الإنسان بعلاقاته الاجتماعية ومسئولياته ضمن نظام اجتماعي إنساني.

ج) تعريف الإنسان بالخليقة (الطبيعة)،وحمله على إدراك حكمة الخالق في إبداعها، وتمكين الإنسان من استثمارها.

د ) تعريف الإنسان بخالق الطبيعة.

ومع تسليم الدكتور الجمالي بأهمية الأهداف الأربعة وبالترابط الوثيق الذي يوجد بينها، فقد اعتبر الأهداف الثلاثة الأولى منها وسائل مؤدية إلى الهدف الرابع.

(فهي واسطة لبلوغ الهدف الرابع الذي هو معرفة الله وتقواه. فالهدف الأعلى للتربية الإسلامية إذن هو معرفة الله وتقواه، فما معرفة النفس وما معرفة المجتمع وما معرفة النظام الكوني إلا وسائل ترتقي بنا إلى معرفة الخالق. فالتربية الإسلامية إذن تعمل على تنشئة الإنسان على تقوى الله ونيل رضاه بإطاعة أوامره وتجنب نواهيه)(3).


 

(1)      أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلي عليه.. رقم (1358).

(2)      أسس التربية الإسلامية وطرق تدريسها ص 25-33.

(3)      الفلسفة التربوية في القرآن ص 13-32.



بحث عن بحث