الدعاة وتطور الوسائل:

إن من حكمة الداعية وفطنته، أن يواكب تطور الوسائل وبخاصة في هذا العصر، وأن لا يتخلف عن ركبها واستعمالها لمالها من أثر كبير في توسيع إطار الدعوة وتوضيحها، بل عليه أن يبدع في استخدامها ما استطاع، فإن عجلة القطار إذا سارت لا ترحم من صادمها، ولا تنتظر من تأخر عنها.

وهناك نوعان من الوسائل – التي جدت وانتشرت في هذا الوقت – ذات أهمية كبيرة في هذه الباب، ينتفع لها القاصي والداني والقريب والبعيد، وعلى الداعية أن يشارك فيهما وأن يسهم في النهوض بها ورفع مستواهما، وهذان النوعان هما:

الشبكة العالمية (Internet): فهذه الشبكة التي أوصلت جنبات العالم بعضها ببعض هي أجدى الوسائل التي ينبغي أن يستفيد منها الدعاة في نقل الدعوة إلى المدعوين، فالداعية والعالم يمكنه عبر هذه الشبكة أن ينقل دروسه وخطبه ومواعظه إلى أي في العالم – لديه القدرة على الدخول في هذه الشبكة- وينصح الدعاة عند استخدامهم لهذه الشبكة أن يتحلوا – في ما يبثونه عبرها- بخلق الداعية من اللين في الحديث، والتيسير في العرض، والبدء بنقاط الالتقاء من أصول العقيدة والتشريع، وبيان حقيقة الإسلام وإيصال الفهم الصحيح لمقاصده، كما عليهم أن يتجنبوا الإساءة إلى الآخرين مهما كان الأمر، وأن يحاولوا الوصول إلى أولى الأمر في المجتمعات غير الإسلامية لعرض الإسلام ومحاسنه عليهم لعلهم يستجيبون.

2- وسائل الإعلام: وما قيل عن الشبكة العالمية يقال عن وسائل الإعلام المختلفة ولاسيما المرئية منها كالقنوات الفضائية التي تخترق كل الحواجز، فمعظم الجهود الموجودة على الساحة مشوبة بالحرص على تحقيق الأهداف التجارية أو خدمة أحزاب وفرق وجماعات، أو تسيء للإسلام من غير فقه في أصول الشريعة ولا غاياتها الأساسية، والأمر يحتاج إلى خوض الدعاة الربانيين مجال هذه القنوات بغرض الإصلاح في فهم مقاصد الإسلام –عقيدة وشريعة- وبالتالي بث ما يطابق هذه الفهم الصحيح والدعوة من خلاله ليعم الخير العالم بأسره.

يقال هذا مع الأخذ بالاعتبار تلك الضوابط في التعامل مع هذه الوسائل.



بحث عن بحث