القاعدة الثانية عشرة

الموازنة بين الترغيب والترهيب

أو قل بين الرجاء والخوف

مدخل : [الترغيب والترهيب أسلوب فريد في تهذيب النفس واستقامة السلوك، وعامل للإقناع، وللتأثير الإيجابي الكبير، ولذا لزم الجمع بينهما).

والترغيب: هو تشويق الناس إلى ثواب الله والجنة، والترهيب: تخويفهم من عذاب الله ومن النار.

والإنسان بفطرته يميل إلى ما يسبب له اللذة ويتجنب ما يسبب له الألم، ولذلك كان الإنسان ميالًا بطبيعته إلى تعلم ما يجلب له اللذة ويدفع عند الألم.

لم الترغيب والترهيب معًا؟

لما كانت النفوس البشرية مختلفة وصفاتها متنوعة، من: أمارة بالسوء، ومسولة للشر، وموسوسة بالسوء، ولوامة على المعصية ومطمئنة بالإيمان، لزم من ذلك التنوع في الوصف، التنوع في أسلوب الدعوة، فكان الترغيب والترهيب، فالنفوس التي تحب الخير، وتهفوا إلى الهدى، وتشتاق إلى النور، الترغيب يحفزها ويجعلها تسارع في الخيرات، وتسابق إلى الطاعات، وتتنافس في مرضات الله تعالى.

والنفوس التي تلهث وراء الشهوات، وتجري وراء المادة، وتشغف بالمنكر. الترهيب يزجرها ويردعها ويمنعها من الوقوع في أسر الشهوات وبراثن المعصية.

فبالترغيب تطمع النفس وترجو، وبالترهيب تفزع وتخاف وفي هذا سلامتها ونجاتها وربحها وفوزها.

قال الغزالي :: «إن الرجاء والخوف جناحان بهما يطير المقربون إلى كل مقام محمود، ومطيتان بهما يقطع من طرق الآخرة كل عقبة كؤود، فلا يقود إلى قرب الرحمن وروح الجنان مع كونه بعيد الأرجاء، ثقيل الأعباء، محفوفًا بمكاره القلوب ومشاق الجوارح والأعضاء إلا أزمة الرجاء، ولا يصد عنه نار الجحيم والعذاب الأليم مع كونه محفوفًا بلطائف الشهوات وعجائب اللذات إلا سياط التخويف وسطوات التعنيف». 



بحث عن بحث