ليس هناك ضابط شرعي دقيق لتحديد أوصاف المجدد، وللجزم بأن فلانًا من المجددين، ولكن العلماء تكلموا عن بعض الأوصاف التي لا بد من اتصاف المجدد بها، وذكروها في كتبهم، ولذلك نرى خلافًا كثيرًا في تعداد المجددين وتحديدهم؛ لأن سبيلَ ذلك الظنُّ والاستقراءُ، والظن قد يخطئ وقد يصيب، وقابل للجدل والنقاش، فلذا لا مجال للادعاء بأن شخصًا بذاته هو المقصود بالحديث؛ وإن كان قد يستأنس بأوصاف حميدة، وأعمال عظيمة، وجهود طيبة بأن فلانًا من المجددين.

يقول الشيخ شمس الحق العظيم آبادي: «وَلَا يُعْلَم ذَلِكَ المُجَدِّد إِلَّا بِغَلَبَةِ الظَّنّ مِمَّنْ عَاصَرَهُ مِن العُلَمَاء بِقَرَائِن أَحْوَاله وَالِانْتِفَاع بِعِلمِهِ؛ إِذ المُجَدِّد لِلدِّينِ لَا بُدّ أَنْ يَكُون عَالِمًا بِالعُلُومِ الدِّينِيَّة الظَّاهِرَة وَالبَاطِنَة، ناصِرًا لِلسُّنَّةِ, قَامِعًا لِلبِدْعَةِ, وَأَنْ يَعُمّ عِلمه أَهْل زَمَانه, وَإِنَّمَا كَانَ التَّجْدِيد عَلَى رَأْس كُلّ مِائَة سُنَّة لِانْخِرَامِ العُلَمَاء فِيهِ غَالِبًا, وَانْدِرَاس السُّنَن، وَظُهُور البِدَع, فَيُحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى تَجْدِيد الدِّين, فَيَأْتِي الله تَعَالَى مِن الخَلق بِعِوَضٍ مِن السَّلَف إِمَّا وَاحِدًا أَوْ مُتَعَدِّدًا».



بحث عن بحث