مفهوم الأخلاق (3-3)
- ويطلق الخلق ويراد به ما يكون في المعاملات بين الناس, كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) (2).
وعن معاذ(3) رضي الله عنه قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: (أحسن خلقك للناس يا معاذ ابن جبل) (4).
وعن أبي هريرة (5)رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: "تقوى الله وحسن الخلق")(6).
قال ابن القيم رحمه الله: (جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق, لأن تقوى الله يصلح ما بين العبد وربه, وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه) (7).
قيم الإسلام الخلقية:
إذا كانت القيم: "صفات ذاتية في طبيعة الأقوال والأفعال والأشياء, مستحسنة بالفطرة والعقل والشرع".
فإن القيم الخلقية"صفات سلوكية. تقتضيها الفطرة والعقل والشرع لما لها من آثار خيّرة".
فالقيم: صفات ومعاني, تختلف بحسب ما تنسب إليه.
والقيم الخلقية: مبحث من مباحث القيم, تعنى ببيان ما يتعلق بسجايا النفس وطبائعها, والسلوك هو المظهر العملي والأثر الفعلي لسجايا النفس وطبائعها.
فالقيم الخلقية: صفات سلوكية.
أما عن اقتضاء الفطرة والعقل والشرع لها, فيأتي إن شاء الله بيان ذلك في ثنايا هذا البحث.
(1) أخرجه البزار والحاكم, أبو عبد الله الحاكم – المستدرك (1 /124), دار المعرفة – بيروت, أنظر: علاء الدين علي المتقي الهندي, كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال (3/6), مؤسسة الرسالة, بيروت 1399هـ.
(2)أخرجه الترمذي, وقال حديث حسن غريب, انظر: المباركفوي, تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (4/205).
(3) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن من أعيان الصحابة شهد بدراً ومابعدها أعلم الأمة بالحلال والحرام مات بالشام سنة 18هـ, سير أعلام النبلاء (1/443), الإصابة( 3/406).
(4) أخرجه مالك في الموطأ ص 650, طبع دار النفائس- بيروت ط7 سنة 1404هـ.
(5) عبد الرحمن بن صخر – علي الأشهر في إسمه وإسم أبيه – الدوسي حافظ الصحابة, مات سنة 57 أو بعدها بقليل وهو ابن ثمان وسبعين سنة. الإصابة: 4/300, تقريب التهذيب 680.
(6) أخرجه الترمذي وقال حديث صحيح غريب, انظر المباركفوري – تحفة الأحوذي (6 /142).
(7) الفوائد ص 54, دار الفكر للطباعة والنشر.