بسم الله الرحمن الرحيم

نظرة وتأمل

        كثيرة هي المواقف والحوادث التي تحتاج من المسلم وقفات وتأمل، ونظرات تفحص للوصول إلى الغايات التي يرجوها المسلم وهو يعيش في هذه الحياة لينتقل بعدها إلى الله تعالى والدار الآخرة، وقد حمل في صحائفه الأعمال الكبرى، ليسعد بها، كما سعد بها في هذه الحياة.

من حكمة الله سبحانه أن جعل هذا الكون يسير وفق سنن كونية، كما لا تصلح حاله وحال مسيرته إلا وفق سننه الشرعية.

والمتأمل في أحوال كثير من المسلمين يجد أننا بحاجة إلى وقفة أو وقفات للرقي أو التصحيح.

وفي هذه الصفحة أعرض لحال من الأحوال التي تحتاج إلى تأمل، وبخاصة مع تكاثر المتغيرات، وتسارعها على مختلف المستويات، الفردية والمجتمعية، ذلكم هو اهتمامات بعض الجيل من الشباب والفتيات.

إن الناظر في تلك الاهتمامات يرى أحوالاً وشعباً متنوعة:

ففئام تهتم بجسدها وأشكالها وأنماط لباسها وهيئاتها، وتلك غاياتها أن تسير وفق ما يسير الناس، وتتجه وفق ما اتجهوا، سواء كان حسنا أو غير حسن، وسواء كان وفق الشريعة أو التقاليد العربية أو كان مستورداً...

وفئام أخرى همها ما يجد في مخترعات التقنية وبخاصة عالم الجوالات والكميرات وألعاب الكمبيوتر وغيرها. وما يحتويه ذلك العالم من الجديد، والتسهيلات التي لا تزيد الحياة إلا تعقيداً.

وفئام أخرى همها المنافسة في عالم التحديات وبالذات ما كان فيه مخاطرة بغض النظر عن إيجابياته وسلبياته، وشرعيته من عدمها مثل عالم التفحيط والمخاطرة فيه.

وآخرون معهم للرياضة شأن آخر، متابعين، ومحللين، وناقدين، حلو الحياة الفوز، فيها ومرارتها الهزيمة فيها.

وآخرون وأخريات لهم في القراءات هواية، ولكنها مع عالم المتغيرات، اتجهت نحو قراءة الروايات الغربية، والمترجمة، والروايات العربية حسنها وقبيحها لهدف ولغير هدف.

وأخريات لهم في عالم الأزياء والجمال أحوال وأحوال لا يدرك غورها وعمقها إلا المختصات بذلك والتي تعجز أغلب الفتيات عن ملاحقتها.

هذه نظرة من المفيد إدراكها.

أما التأمل: فينظر إليه من الأبعاد التالية:

الأول: فطر الله سبحانه الإنسان في هذه الحياة بأن يسعى لتحقيق مطالبه ومآربه أيا كان نوع هذا السعي، ولذلك من المهم إدراك هذا الأمر النظري ليقوم من خلاله بترتيب سعيه ومعرفته وتقويمه.

الثاني: ومما فطر الله سبحانه الإنسان عليه أن كل إنسان له ميول واتجاهات ورغبات قد تختلف عن غيره، فمن المهم أن يحاول أن يكتشف نفسه لأجل أن ينمي ما لديه فلا يكون مقلداً لغيره فتكون نتيجته الفشل والخسارة.

الثالث: إن مسار السعي في هذه الحياة مساران لا غير، قال تعالى: (إنّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذّبَ بِالحُسْنَى فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَى).

ولذلك من المهم أن يحدد العاقل سعيه ومساره وماذا يريد من هذا السعي؟

الرابع: إن تلك النظرة نحو اهتمامات الشباب والفتيات تدعو للوقوف، إذ هي في الغالب اهتمامات قصيرة الأمد.

واهتمامات ضعيفة النتيجة.

واهتمامات لا طائل تحتها.

واهتمامات قد يكون قاضية على ما لدى الإنسان من القوات، واهتمامات لم تنضبط بالضوابط الشرعية الهادية للإنسان نحو العلو.

ولذا يحتاج الشاب والفتاة لتحديد مواصفات ما يريد السعي إليه، ومنه:

1-        أهميته وعظم قدره.

2-        نتيجته.

3-        شرعيته.

4-        اتفاقها مع قدراته.

5-        عدم ضررها على نفسه أو على الآخرين.

6-        بل نفعها لنفسه وللآخرين.

إننا ونحن نعيش كثيراً من المتغيرات التي عصفت بكثير من الشباب والفتيات يتحتم على الجميع التوجيه النوعي نحو المعالي التي يريدها الله سبحانه من المسلم.

ومن الخسارة والعيب أن يبقى الشاب والفتاة مطأطأ الرأس، مقلداً لغيره، لا تتجاوز اهتماماته شعره، و... فهل يعيد الجميع صياغة اهتماماتهم؟ هذا هو المرجوا والمؤمل.

لم أتحدث عن اهتمامات القلة من طلبة العلم، وتفعيل قدراتهم حول التقنية أو مختلف الاختراعات والإبداعات ونحوها، فهذه النظرة ليست لهم، إلا من باب التأكيد على سلامة توجههم واهتماماتهم.

والله من وراء القصد،،،



بحث عن بحث